الإسلام في كينيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت بداية وصول الإسلام إلى كينيا مبكرة، تعود إلى العقد الأخير من القرن الهجري الأول، وذلك عندما أقام بعض المغامرين من البحارة العرب مركزاً لهم على الجزر المقابلة لساحل شرقي أفريقيا، ثم بدأت الهجرات الإسلامية لهذا الساحل عندما انتشرت الخلافات في نهاية العصر الأموي.
- الهجرة الأولى لجماعة من مسلمي الشام دب الخلاف بينهم وبين الحجاج بن يوسف الثقفي.
- الهجرة الثانية كانت من أهل عمان، وهم من أزد عمان.
هكذا ظهرت إمارة إسلامية في لامو في شمالي مدينة ممباسا.
- الهجرة الثالثة إلى بر (الزنج) وهو الاسم الذي أطلقه العرب على ساحل شرقي أفريقيا، وكانت في سنة 111هـ - 729 م، واستقرت في مدينة شنجايا في موضع مدينة (بورت دنفورد) وظهرت إمارة إسلامية جديدة،
- هجرات من شيراز أسست هذه الهجرات عدداً من المدن الإسلامية على ساحل شرقي أفريقيا منها كاسو، وكلوا، وهكذا كثر عدد الهجرات
- هجرة بنو نبهان من عمان إلى مدينة باتا وتقع في شمال مدينة لامو في كينيا. وهكذا ظهرت إمارات إسلامية على سواحل شرقي أفريقيا، أو كما سمي بر الزنج، وأصبح المسلمون خليطاُ من الأفارقة، والشيرازيين، والعرب، وأطلق عليهم (السواحليون) ويدأت تظهر اللغة السواحلية واتخدت من الحروف العربية قاعدة لها.
وانتشرت الدعوة الإسلامية من الساحل إلى الداخل مع تحركات المسلمين في التجارة، وفي بداية القرن السادس عشر تعرضت الإمارات العربية إلى حرب صليبية مدمرة، شنها البرتغاليون بعد اكتشافهم طريق رأس الرجاء الصالح، وتعاونت معهم الحبشة في هذه الحرب ضد الإسلام، فدمر البرتغاليون مدينة زيلع وأغروا على بربرة، واستمر الصراع فأحرقوا ممباسا خمس مرات، ودمروا مدينة لامو، وباتا وقتلوا الشيوخ والنساء والأطفال ولقد شن البرتغاليون حرباً دامت قرنين. ثم تعقبتهم القوة العمانية في الساحل الأفريقي حتى قضت على نفودهم في شرقي أفريقيا، وقامت دولة إسلامية سيطرت على هذا الساحل، وهاجرت إليها عناصر عربية عديدة.
وبدأت الصلات الثقافية بين شبه الجزيرة العربية، وساحل شرقي أفريقيا، واتسمت بالطابع الديني، وأرسلت البعثات إلى المدن العربية الإسلامية، وعاد أبناء شرقي أفريقيا لتعليم الإسلام وقواعده إلى شعوبهم وبرزت مدن إسلامية على الساحل الأفريقي مثل لامو، وممباسا، وتانجا وأصبحت مراكز إشعاع للدعوة الإسلامية.
وانتقل الإسلام إلى الداخل فتوغل في كينيا، وتنجانتقا، وموزمبيق، وأوغندا، ووصل إلى زائير، وازدهرت التجارة بين الساحل والداخل وأخد الإسلام ينتشر في داخل شرقي أفريقيا مع التجارة، وظهرت مراكز تجارية مثل كيتوتو، وساباي وممباسا في داخل كينيا، ومثل طابورة واجيجي في تنجانيقا واتخد العرب والسواحليون منها مراكز استقرار في الداخل،
ووصل الإسلام إلى كينيا عن طريق محور آخر، حبث كانت القبائل الصومالية دعامته، فانتقل الإسلام عن طريقهم إلى شمالي كينيا، وحيث انتشر بين القبائل التي تعيش في شمالي كينيا، وامتد نفوذ دولة آل بوسعيد من زنجبار إلى داخل شرقي أفريقيا خلف انتشار الإسلام.
وعندما فرض الاستعمار الألماني والإنجليزي سيطرتهما على هذه المنطقة عرقلا سريان الدعوة الإسلامية، وشجع البعثات التنصيرية، وقاوم المسلمون الاستعمار والتنصير ونشبت الثورات في كينيا منها ثورة (وينو) في سنة 1890 م، وثورة (المازوري) في سنة 1895 م، وانتشرت الثورات في ساحل كينيا.