الانتقال من حكم مينغ إلى حكم تشينغ
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الانتقال من حكم مينغ إلى حكم تشينغ أو انتقال مينغ-تشينغ، والمعروف أيضًا باسم غزو المانشو للصين، هو فترة طويلة من النزاع بين سلالة تشينغ، التي أسستها عشيرة آيشن جيورو من المانشو في شمال شرق الصين المعاصر، وبين سلالة مينغ، والعديد من القوى المتمردة الأخرى في الصين، مثل سلالة شون التي لم تدم طويلًا بقيادة لي زيتشانغ. في الفترة التي سبقت غزو تشينغ، في عام 1618، أصدر زعيم آيشن جيورو نورهس وثيقة بعنوان المظالم السبعة، والتي عدّدت المظالم التي ارتكبتها سلالة مينغ وبدأ التمرد ضد هيمنتها. ذكرت العديد من المظالم النزاعات ضد عائلة يهي من الجورشن المدعومة من سلالة مينغ. كان طلب نورهس أن تدفع سلالة مينغ تعويضًا عن المظالم السبعة بمثابة إعلان حرب عملي، حيث لم تكن سلالة مينغ على استعداد لدفع المال لتابع سابق. وبعد ذلك بوقت قصير، بدأ نورهس تمرده ضد سلالة مينغ في مقاطعة لياونينغ.
الانتقال من حكم مينغ إلى حكم تشينغ | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
في الوقت نفسه، كانت سلالة مينغ تكافح من أجل بقائها ضد الاضطرابات المالية وتمرد الفلاحين. حث مسؤولو الهان الصينيون خليفة نورهس هونغ تايجي على أن يعلن نفسه إمبراطورًا للصين، وهو ما فعله في عام 1636، معلنًا بداية سلالة تشينغ الجديدة. في 24 أبريل 1644، سقطت بكين على يد جيش المتمردين بقيادة لي زيتشانغ، وهو مسؤول ثانوي صغير تابع للمينغ أصبح زعيمًا لثورة الفلاحين، والذي أسس لاحقًا سلالة شون. أما آخر أباطرة سلالة مينغ، الإمبراطور سيهونجين، فقد شنق نفسه على شجرة في الحديقة الإمبراطورية خارج المدينة المحرمة. وحين تحرك لي زيتشانغ ضد الجنرال وو سانغوي التابع للمينغ، حول الأخير ولاءه إلى سلالة تشنيغ. هُزم لي زيتشانغ في معركة معبر شانهاي على يد القوات المشتركة بقيادة وو سانغوي وأمير المانشو دورغون. وفي 6 يونيو، دخلت قوات دورغون مع وو ذات الأغلبية الصينية من الهان إلى العاصمة.
تطلب هذا الغزو وقتًا طويلًا لاستكمال أهدافه، إذ استغرق الأمر 40 عامًا تقريبًا قبل أن تتحد الصين بشكل آمن تحت حكم سلالة تشينغ. اعتلى الإمبراطور كانغ شي العرش عام 1661، وفي عام 1662 أطلق أوصياؤه التطهير العظيم للتخلص من مقاومة الموالين لسلالة مينغ في جنوب الصين. وحارب الإمبراطور العديد من التمردات، مثل ثورة الإقطاعيات الثلاثة بقيادة وو سانغوي في جنوب الصين، التي بدأت عام 1673، وواجهها بشن سلسلة من الحملات التي وسعت إمبراطوريته. في عام 1662، طرد تشنغ شينغونغ (كوشينغا) المستعمرين الهولنديين وأسس مملكة تونغنينغ في تايوان الموالية لسلالة مينغ بهدف استعادة الصين. ومع ذلك، هزمت مملكة تونغنينغ عام 1683 في معركة بينغو (بسكادورز) من قبل الأميرال الهاني شي لانغ، وهو أميرال سابق تحت قيادة كوشينغا.
يرجع سقوط سلالة مينغ إلى حد كبير إلى مجموعة من العوامل. جادل العلماء في أن سقوط سلالة مينغ ربما كان جزئيًا بسبب الجفاف والمجاعات التي سببها العصر الجليدي الصغير.[1] ويقول كينيث سوب إن أحد العوامل الرئيسية كان تدهور العلاقات بين عائلة مينغ المالكة وبين القيادة العسكرية لإمبراطورية مينغ.[2] وتشمل العوامل الأخرى الحملات العسكرية المتكررة إلى الشمال، والضغوط التضخمية الناجمة عن الإنفاق الكبير من الخزينة الإمبراطورية، والكوارث الطبيعية والأوبئة. وساهمت تمردات الفلاحين بالمزيد من الفوضى في جميع أنحاء البلاد عام 1644، بالإضافة إلى سلسلة من الأباطرة الضعفاء. صمد نفوذ سلالة مينغ في ما هو الآن جنوب الصين لسنوات، ولكن قوات تشينغ تغلبت عليهم في النهاية.[3]
كان انتصار تشينغ ساحقًا نتيجة انشقاق مؤسسة لياودونغ العسكرية التابعة لأسرة مينغ وغيرها، مع لعب جيش المانشو لدور صغير جدًا.[4][5][6][7][8][9][10][11][12][13][14][15]