الحروب النيوزيلندية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الحروب النيوزيلندية (بالإنجليزية: New Zealand Wars) هي سلسلة من النزاعات المسلحة التي دارت رحاها في نيوزيلندا خلال الفترة الممتدة من العام 1845 حتى العام 1872 بين الحكومة الاستعمارية وتحالف شعب ماوري من جهة وبين تحالف شعب الماوري والماوري الموالين للحكومة من جهة أخرى. شاعت تسميتها سابقًا باسم حروب الأرض أو حروب الماوري.[1] بينما سُميت في اللغة الماورية بـ Ngā pakanga o Aotearoa (وتعني «حروب نيوزيلندا العظيمة») و Te riri Pākehā (وتعني «غضب الرجل الأبيض»).[1] روّج المؤرخ جيمس بيليش لتسمية «الحروب النيوزيلندية» في ثمانينيات القرن العشرين،[2] بيد أن جيمس كوان كان أول من استخدام المصطلح في عشرينيات القرن العشرين.[3]
الحروب النيوزلندية | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
صورة من متحف أوكلاند التذكاري للذين قتلوا في الحرب | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
المملكة المتحدة نيوزيلندا أستراليا مرتزقة ماوريون |
ماوريون | ||||||||
القوة | |||||||||
18 ألف | 5000 | ||||||||
الخسائر | |||||||||
745 قتيل | 2154 قتيل | ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
رغم أن الحروب كانت في البداية نزاعات محلية نشأت عن التوترات حول عمليات شراء الأراضي المتنازع عليها، لكنها تصعدت بشكل هائل منذ عام 1860 مع اقتناع الحكومة أنها في مواجهة مقاومة ماوريّة موحدة ضد أي عمليات بيع جديدة للأراضي ورفض للاعتراف بسيادة التاج البريطاني. استدعت الحكومة الاستعمارية آلاف الجنود البريطانيين لبدء حملات كبرى بغية التفوق على حركة ملك الماوري وكسب أراض زراعية وأراض لإقامة المستوطنين البريطانيين.[4][5] كان هدف الحملات اللاحقة سحق ما يدعى حركة هاوهاو، وهم طائفة متطرفة من ديانة باي مارير كانت معارضة بشدة لسلخ أراض ماورية وتواقة لتقوية الهوية الماورية.[6]
في ذروة البأساء في ستينيات القرن التاسع عشر، حارب 18 ألف جندي بريطاني مدعومون بالمدفعية والخيالة وميليشيات محلية نحو أربعة آلاف من محاربي الماوري،[7] الأمر الذي تحول إلى اختلال توازن شائنٍ في القوى البشرية والسلاح.[8] رغم تفوق البريطانيين عدديًا، استطاع الماوريون مجابهتهم بتقنيات تضمنت ملاجئ مضادة للمدفعية واستخدام القرى المحصّنة الموزعة بحذر (pā)، الأمر الذي مكنهم من كبح تقدم العدو وتكبيدهم خسائر فادحة معظم الأوقات، بالإضافة إلى قدرتهم على ترك مواقعهم بسهولة دون خسائر تذكر. استخدمت تقنيات حرب العصابات في الحملات اللاحقة من كلا الطرفين، وغالبًا ما تقاتلوا في غابات شجرية كثيفة. فقد نحو 1.800 من الماوري و 800 من الأوروبيين حياتهم إبّان حملتي تاراناكي ووايكاتو،[4] وربما تجاوزت خسائر الماوري الإجمالية في الحرب كلها 2.100 شخص.
اندلع العنف حول ملكية الأراضي في البداية في وادي وايراو في الجزيرة الجنوبية شهر يونيو من عام 1843، لكن تصاعد التوتر في تاراناكي أدى أخيرًا إلى تدخل قوات الجيش البريطاني في وايتارا شهر مارس من عام 1860. امتدت الحرب بين الحكومة وحركة ملك ماوري إلى مناطق في الجزيرة الشمالية، وكانت أكبر حملة منفردة فيها غزو وايكاتو في عامي 1863 - 1864، قبل أن ينتهي القتال مع مساعي ريوا تيتوكوارو في تاراناكي (1868 - 1869) والزعيم تي كوتي آريكيرانجي تي توروكي على الساحل الشرقي (1868 - 1872).
رغم أن الماوري حوربوا في البداية على يد القوات البريطانية، لكن الحكومة النيوزيلندية البريطانية طورت قواتها العسكرية الخاصة، متضمنة ميليشيات محلية، مجموعات بندقية طوعية، وحرس الغابات المتخصصيين وكوبابا (ماوريين مواليين للحكومة). ردت الحكومة أيضًا بإصدار قانون يسمح لها بأسر الخصوم الماوريين ومصادرة مناطق في الجزيرة الشمالية لبيعها للمستوطنين، بأموال استخدمت لتغطية تكاليف الحرب.[9][10] أثارت المعايير التأديبية التي اتبعتها الحكومة على الشاطئين الشرقي والغربي مقاومة وعنفًا مستفحلين من قبل الماوري.