إسبانيا في الحرب العالمية الثانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تبنت دولة إسبانيا (إسبانيا الفرانكوية) بقيادة فرانثيسكو فرانكو خلال الحرب العالمية الثانية سياسة الحياد. إلا أن هذا الحياد يتذبذب في بعض الأحيان وأفسحت سياسة «الحياد التام» الطريق إلى سياسة «عدم القتال (غير المحارب)» بعد سقوط فرنسا في يونيو 1940. كتب فرانكو إلى أدولف هتلر عارضًا الانضمام إلى الحرب في 19 يونيو 1940 مقابل المساعدة في بناء الإمبراطورية الاستعمارية الإسبانية. في وقت لاحق من نفس العام، التقى فرانكو مع هتلر في هينداي لمناقشة انضمام إسبانيا المحتمل إلى دول المحور. لم يتوصلا بالاجتماع إلى أي اتفاق، لكن إسبانيا كانت ستساعد المحور –بسبب دعم إيطاليا وألمانيا العضوين في دول المحور لفرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية– بطرق مختلفة.[1]
على الرغم من التعاطف الأيديولوجي، فقد وضع فرانكو جيوشًا ميدانية في جبال البرانس لردع دول المحور من احتلال شبه الجزيرة الإيبيرية سنة 1940. وكذلك خيبت السياسة الإسبانية آمال دول المحور ومقترحاتها التي شجعت فرانكو على الاستيلاء على جبل طارق الخاضع لسيطرة بريطانيا. يعود السبب الأكبر لتردد إسبانيا من الانضمام إلى الحرب إلى اعتماد وارداتها من الولايات المتحدة. ولا تزال إسبانيا ترزح من نتائج حربها الأهلية، ويعلم فرانكو أن قواته لن تكون قادرة على الدفاع عن جزر الكناري والمغرب الإسباني من أي هجوم بريطاني.[2][3]
وفي 1941 وافق فرانكو على تجنيد متطوعين للقتال مع ألمانيا على أساس ضمان مشاركتهم في القتال فقط ضد الاتحاد السوفيتي وليس ضد الحلفاء الغربيين. وعلى هذا الأساس شُكلت الفرقة الزرقاء التي قاتلت مع الجيش الألماني على الجبهة الشرقية بين 1941 و1944.
وعادت السياسة الإسبانية إلى «الحياد التام» مع بدء تغير مسار الحرب سلبيًا بالنسبة لدول المحور. أدى الضغط الأمريكي في 1944 على إسبانيا من أجل إيقافها لصادرات التنجستن إلى ألمانيا وسحبها للفرقة الزرقاء إلى فرض حظر على النفط مما أجبر فرانكو على الخضوع. بعد الحرب، لم يُسمح لإسبانيا بالانضمام إلى الأمم المتحدة الوليدة بسبب دعمها في زمن الحرب لدول المحور وقاطعتها العديد من الدول حتى منتصف الخمسينيات.