إستونيا في الحرب العالمية الثانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تحددت أرضية ميدان إستونيا في الحرب العالمية الثانية ومقدّراتها من خلال معاهدة عدم الاعتداء الألمانية السوڤيتية؛ وتحديدًا الاتفاقات السرية المُلحقة بها والموقعة بين الجانبين في أغسطس من عام 1939.[1][2]
ومنذ الأيام الأولى للحرب، أعلنت إستونيا حيادها التام، إلا أنها سقطت في نطاق سيطرة الاتحاد السوڤيتي وفق ما جاء في اتفاقية مولوتوڤ ريبنتروب، وعليه قامت القوات السوڤيتية باحتلالها عام 1940، ومنذ ذلك الحين، قامت السلطات السوفيتية بحملات اعتقال سياسية موسًعة، تبعتها حملات أخرى للتهجير والإعدامات، حتى بداية الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي خلال صيف 1941، حيث تمكّنت مجموعات البارتيزان الإستونية المؤيدة للاستقلال، إخوة الغابة، من استرجاع جنوب البلاد من عناصر المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية والجيش الثامن قبل وصول عناصر الجبش الثامن عشر الألمانية لإستونيا، في القوت الذي قامت فيه كتائب التدمير الشبه عسكرية بالعمليات العقابية، بما في ذلك عنليات النهب والقتل الناجمة عن اتباع سياسة الأرض المحروقة التي أمر ژوجيف ستالين باتباعها منذ اللحظات الأولى لإعلان الحرب على ألمانيا، ومع تقدّم القوات الألمانية داخل أراضي الاتحاد السوفيتي، وقعت إستونيا تحت الاحتلال الألماني وضُمّنت أراضيها داخل رايخكوميساريات أوستلاند.
وخلال عام 1941، انضم الإستونيون للفيلق الثامن بنادق ثم القوات الألمانية خلال الفترة الممتدة فيما بين عامي 1941 و1944، بينما انضم الفارون إلى فنلندا هربًا من الصراع الألماني السوفيتي إلى الفوج 200 مشاة الفنلندي، بينما صادرت السلطات البريطانية قرابة 40% من حجم الأسطول الإستوني المتواجد قبل اندلاع الحب واستخدامه في قوافل الأطلسي، حيث شارك أكثر من 1,000 بحًار إستوني في صفوف البحرية التجارية البريطانية، 200 منهم كضباط، كما شارك عدد محدود من الإستونيين في صفوف سلاح الجو الملكي وكذلك الجيشين البريطاني والأمريكي.[3]
وفيما بين شهري فبراير وسبتمبر لعام 1944 تمكًنت مفرزة نارڤا الألمانية من صد الهجوم السوڤيتي خلال عملية إستونيا، بعدما تمكّنت قوات الجيش الأحمر من اختراق دفاعات الفيلق الثاني عند نهر إيمايؿگي والاشتباك مع عناصر القوات الاستقلالية الإستونية، قبل أن تتمكن القوات السوفيتية من استعادة بر إستونيا الرئيسي في سبتمبر من عام 1944، وإعلان جمهورية إستونيا السوفيتية الاشتراكية التي ظلّت مكُّنًا للاتحاد السوڤيتي حتى عام 1991 على الرغم من عدم إشارة ميثاق الأطلسي لأية تغييرات حدودية مُقترحة أو مُنتظرة لإلحاق أراضي إستونيا بالاتحاد السوڤيتية في أعقاب الحرب.
وتُقدّر الخسائر الإستونية خلال الحرب بنحو 25% من إجمالي تعداد سكان البلاد قبل اندلاع العمليات العسكرية، والتي تُتعبر واحدة من أكبر الخسائر السكانية في القارة الأوروبية خلال الحرب، حيث قُدّرت بنحو 81,000 نسمة، متضمنة ضحايا التهجير السوڤيتي لإستونيا، وجرائم الإبادة الجماعية التي قامت بها القوات السوڤيتية، كذلك ضحايا التهجير الألماني وضحايا الهولوكوست.[4]