البوتينية
دولة روسيا تحت حُكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
البوتينية Putinism هي أيديولوجية وتنظيمات وسياسات نظام الحكومة التي يمارسها السياسي الروسي فلاديمير بوتين والتي تهدف إلى إعادة التأهيل الإجتماعي لأراضي الاتحاد السوفياتي السابق.[1] يستخدم المصطلح في الصحافة الغربية ومن قبل المحللين الروس في كثير من الأحيان، له دلالة سلبية لتصف النظام السياسي لروسيا في عهد فلاديمير بوتين كرئيس (2000-2008) و (2012- حاليًا) وقبل ذلك كرئيس للوزراء (2008-2012)، حيث يتم التحكم في جزء كبير من القوي السياسية والمالية من قبل siloviki ، وتتكون من الأشخاص الذين لديهم تاريخ في أمن الدولة، مستمدين من إجمالي 22 وكالة أمنية واستخباراتية حكومية مثل FSB والشرطة والجيش.[2][3] كثير من هؤلاء الأشخاص قد تلقوا تدريبهم المهني مع بوتين، أو أصدقاؤه الشخصيون.[4][5][6][7][8][9][10] وكما قال كاتب العمود الصحفي أرنولد بيتشمان، «أصبحت البوتينية في القرن الحادي والعشرين كلمة ذات أثر رنان مثل الستالينية في القرن العشرين».[11]
يتكون نظام بوتين السياسي بشكل أساسي من بعض عناصر الليبرالية الاقتصادية، ونقص الشفافية في الحكم والمحسوبية والفساد بشكل عام، التي اتخذتها بوتين في روسيا «الشكل المنهجي والمؤسسي»، وفقًا لتقرير بوريس نيمتسوف، وكذلك مصادر أخرى.[12][13][14][15][16] بين عامي 1999 وخريف 2008، نما الاقتصاد الروسي بوتيرة ثابتة، [17] وهو ما يعزوه بعض الخبراء إلى الانخفاض الحاد في قيمة الروبل 1998 ، والإصلاحات الهيكلية في يلتسين، وسعر النفط، والائتمان الرخيص في البنوك الغربية.[18][19][20] ومن رأي مايكل ماكفول (حزيران / يونيو 2004)، فإن «النمو الاقتصادي قصير المدى لروسيا الرائع كان متزامنًا مع تدمير وسائل الإعلام الحرة، وتهديدات للمجتمع المدني، وفساد صريح للعدالة».[21]
خلال فترتي ولايته كرئيس، وقع بوتين سلسلة من قوانين الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية، مثل ضريبة الدخل الثابت بنسبة 13 في المائة، وتخفيض الضرائب على الأرباح، وقانون الأراضي الجديد، ونسخة جديدة (2006) من القانون المدني.[22] خلال هذه الفترة، انخفض الفقر في روسيا لأكثر من النصف [23][24] ونما الناتج المحلي الإجمالي الفعلي بسرعة.[25]
وبالنسبة للعلاقات الخارجية، سعى النظام إلى محاكاة عظمة الاتحاد السوفيتي السابق، بحماسه وتوسعه.[26] في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، صرح سيمون تيسدال من صحيفة الغارديان أن «روسيا بعد تصدير الثورة الماركسية فقط يمكنها إنشاء سوق دولية للبوتينية»، حيث «في أغلب الأحيان، يتخذ نخبة من المواطنون المعاديون للديمقراطية والأوليغارشية والفاسدون شكلا ما يشبه للديمقراطية، مع البذخ البرلماني والذريعة التعددية، أكثر جاذبية وقابلية للإدارة من الديموقراطية الحقيقة».[27]
وصف الاقتصادي الأمريكي ريتشارد دبليو راهن (سبتمبر 2007) البوتينية بأنها "شكل قومي سلطوي للحكومة الروسية، يتظاهر بكونها ديمقراطية السوق الحرة "، والتي "تدين بنسبها إلى الفاشية أكثر من الشيوعية "؛ " [2] مشيرًا إلى أن "البوتينية تعتمد على نمو الاقتصاد الروسي بسرعة كافية بحيث يتمتع المزيد من الناس بحياة أفضل نوعا ما، وفي المقابل، هم على استعداد لتحمل القمع الحالي"، [28] ويعتقد أن "الازدهار الاقتصادي قد تغير، ومن المرجح أن تصبح البوتينية أكثر قمعية ".[28]
ومن رأى دكتور التاريخ الروسي أندرانيك ميجرانيان ومؤلفين آخرين أن نظام بوتين يعيد الوظائف الطبيعية للحكومة بعد فترة التسعينيات، عندما كان من المتوقع أن تكون روسيا محكومة من قبل احتكارات القلة التي تهتم فقط عن مصالحها الصغيرة.[29] وقال: «إذا كانت الديمقراطية هي الحكم بالأغلبية وحماية حقوق الأقلية وفرصها، يمكن وصف النظام السياسي الحالي بأنه ديمقراطي، على الأقل رسميا. يوجد في روسيا نظام سياسي متعدد الأحزاب، بينما توجد كيانات مختلفة، معظمها تمثل المعارضة، في دوما الدولة».