الرهبانية الأنطونية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الرهبانية الأنطونية هي جماعة كنسية مسيحية مارونية انطلقت بنظامها الحالي في بداية القرن الثامن عشر، بمبادرة من المطران جبرائيل البلوزاني مطران حلب.
إن حيادية وصحة هذه المقالة محلُّ خلافٍ. (مايو 2016) |
أنشأ المطران البلوزاني سنة 1673 دير سيدة طاميش، ليكون كرسياً لأبرشيته، ونموذجاً للحياة الرهبانية المتجددة. فهذا بعد أن درّب رهبانه مدة طويلة على السيرة الرهبانية الشرقية، أرسل النخبة منهم أمثال الخوري رزق الله السبعلي، والقس بطرس البزعوني أولاً، ثم رئيس ديره الخوري سليمان الحاجي المشمشاني، والقس عطا الله الشبابي، وموسى البعبداتي ثانيًا ليجددوا دير مار أشعيا الراهب الحلبي، القائم على تلة عرمتا في تخوم منطقة كسروان، هؤلاء أنشؤوا جماعة رهبانية جديدة في تنظيمها تجسِّد الإنجيل، وتجاوب على حاجة الكنيسة في واقعها الاجتماعي محققة آمالها.
تميزت الرهبانية الأنطونية ببساطة عيش أبنائها الذين كرّسوا ذواتهم في خدمة الله والقريب وحافظوا على نسكيّة الرسالة القائمة على اختيار الله في الصمت والمناجاة الفردية والقراءة الربانية والمواظبة على الصلاة الجماعية الخورسية الطقسية، وممارسة الأصوام والتقشفات، وتجسيد المحبة الإنجيلية التي هي رباط الكمال والتي تجعل من الجماعات الرهبانية ومن الأخوة جماعة واحدة، جماعة حوار وصورة الثالوث الأقدس.
انسجاماً مع تراثها الرهباني العريق، وعلى صورة المسيح المتأمل على الجبل، والمبشر بملكوت الله والشافي للمرضى، وهادي الخطاة والضالين، عملت رهبانيتنا بصورة مستمرة، على إظهار غنى المسيح للمؤمنين وغير المؤمنين، وذلك من خلال شهادة أبنائها الذين سلكوا سبيل الروح وتفانوا بروح الخدمة الرسولية، كما ذكر السمعاني في مقدمة القوانين والرسوم: «... نظراً إلى سيرة رهبانكم الحميدة وإفادتهم الطائفة بالوعظ والمثل الصالح والتبشير، وبفتح المدارس في ديورتهم للتعليم، وبطاعتهم لرؤساء الكنيسة وامتثالهم للمراسيم البيعية، فصاروا بذلك مقبولين جداً عند الرؤساء والشعب ونموذجاً لسائر الملل الشرقية... ثُبتت قوانينكم».
نظرت الكنيسة المحلية إلى فرادة رسالتها، ومدى تجاوبها مع حاجات الكنيسة الملحة وخاصة الكنيسة المحلية، وإفادتها للقريب، فباركتها وشجعتها واعتبرتها نمطاً من أنماط الحياة الرهبانية الشرقية الثابتة، فاعتنت بها. وبهدي من الروح القدس، أثبتها أولاً البطاركة: أسطفان الدويهي، البلوزاني وعوّاد ثم البابا أكليمنضوس الثاني عشر سنة 1740 بقوة البراءة الحبرية «أب المراحم»، فأضفى عليها بهذا التثبيت طبيعة قانونية «هو الحق الحبري» مع كل الحقوق والأنعامات التي تعود للمؤسسة التوحيدية.