السياسة الخارجية للإمبراطورية الروسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تغطي السياسة الخارجية للإمبراطورية الروسية العلاقات الخارجية الروسية حتى عام 1917. اتخذت جميع القرارات الرئيسية في الإمبراطورية الروسية من قبل القيصر، ما أعطى تجانساً وقوة لهذه القرارات خلال عهد القياصرة الأقوياء مثل بطرس الأكبر وكاثرين، ومع ذلك فقد كان هناك العديد من القياصرة الضعفاء مثل القياصرة الأطفال الذين سيطر عليهم الأوصياء، بالإضافة للعديد من المؤامرات والاغتيالات والانتقال السريع للسلطة. لعبت روسيا دوراً محدوداً في الحروب النابليونية حتى عام 1812 عندما دمرت روسيا جيش نابليون الضخم الذي غزا أراضيها. ساهمت جهود روسيا في هزيمة نابليون وفي صياغة الاتفاقيات التي أعادت النظام الأرستقراطي لأوروبا خلال الفترة من 1815 إلى 1848. خاضت روسيا عدة حروب مع الإمبراطورية العثمانية، وفي عام 1856 خسرت روسيا حرب القرم أمام تحالف مكون من بريطانيا العظمى وفرنسا والإمبراطورية العثمانية، وتبعتها العديد من الحروب الصغيرة في أواخر القرن التاسع عشر.
توسعت مساحة روسيا بشكلٍ كبير خلال القرون الثلاثة التي أعقبت حكم إيفان الرهيب (حكم من 1547 إلى 1584)، ازدات مساحة روسيا بمعدل 18 ألف ميل مربع في السنة لتصبح أكبر دولة في العالم (كان عدد سكان الصين أكبر، ولكنها أضعف بكثير من الناحية العسكرية والاقتصادية والسياسية). أدى هذا التوسع أيضاً لدخول العديد من الأقليات الدينية والعرقية ضمن الإمبراطورية الروسية. كان نظام الحكمي السياسي في روسيا استبدادياً تحت حكم القيصر. وفي الأيام الأخيرة للإمبراطورية ظهرت العديد من الجماعات الثورية تحدَّت الدولة البوليسية التي أرسلت الآلاف إلى المنفى في سيبيريا. انتهى توسع الإمبراطورية الروسية نسبياً بحلول خمسينيات القرن التاسع عشر رغم بعض التحركات جنوباً نحو أفغانستان والهند، وهو الأمر الذي أزعج بريطانيا التي كانت تسيطر على الهند. كان العدو التاريخي الرئيسي لروسيا هو الإمبراطورية العثمانية التي حالت بين روسيا وبين الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. رد القياصرة الروس بدعم المتمردين السلافيين في البلقان ضد الحكم العثماني. دعمت صربيا المتمردين ضد النمسا، ووقفت روسيا مع صربيا التي كانت أرثوذكسية في الدين وسلافية في الثقافة. كانت فرنسا هي الحليف الرئيسي لروسيا، والتي كانت بحاجة لحجم روسيا وقوتها لمواجهة الإمبراطورية الألمانية الصاعدة.
دخلت روسيا الحرب العالمية الأولى في عام 1914 ضد ألمانيا والنمسا والإمبراطورية العثمانية للدفاع عن مملكة صربيا من جهة، والوصول إلى البحر الأبيض المتوسط على حساب الإمبراطورية العثمانية من جهة ثانية. تلقت روسيا الدعم المادي من بريطانيا وفرنسا. فشل الجيش الروسي فشلاً ذريعاً في الحرب العالمية الأولى وتهاوى النظام السياسي والاقتصادي. فقد الروس ثقتهم بالقيصر الفاشل، وكانت النتيجة ثورة عام 1917 التي مزقت الإمبراطورية الروسية، وأدت لاستقلال دول البلطيق وبولندا وأوكرانيا ومجموعة من الدول القومية الأصغر مثل جورجيا. تولى نظام شيوعي جديد بقيادة لينين زمام الأمور وأنشأ الاتحاد السوفياتي (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) بعد قتال عنيف في الحرب الأهلية الروسية التي تدخلت فيها العديد من الدول.