انفصال بنما عن كولومبيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حدث انفصال بنما عن كولومبيا في 3 نوفمبر عام 1903، وأدى إلى تأسيس جمهورية بنما. منذ استقلال بنما عن إسبانيا عام 1821، أعلنت الأولى استقلالها بالتزامن مع الانضمام إلى اتحاد كولومبيا الكبرى عبر قرار استقلال بنما. كان اتصال بنما مع باقي البلاد في الجنوب ضعيفًا، والسبب هو وقوعها بعيدًا عن سلطة الحكومة في بوغوتا، وغياب الاتصال البري الفعّال بين بنما وباقي كولومبيا الكبرى. بين عامي 1840 و1841، تأسست جمهورية مستقلة قصيرة الأجل تحت قيادة توماس هيريرا. عقب 13 شهرًا من الاستقلال، انضمت بنما مجددًا إلى كولومبيا، وظلت المقاطعة تعاني من الفورات والتمردات المتكررة، مثل أزمة بنما عام 1885، والتي شهدت تدخل بحرية الولايات المتحدة لحلّ الصراع.
إبان بناء قناة بنما، عقد الفرنسيون في البداية معاهدة مع كولومبيا لضمان بناء القناة على مستوى البحر، وعلى طول البرزخ، لكن تكلفة البناء التي تجاوزت التخمينات، والفساد الذي رافق فضائح بنما، أديا إلى التخلي عن المشروع لمدة عقدٍ كامل. خلال فترات التدخل، لجأ الانفصاليون المحليون إلى الفوضى السياسية التي خلفتها حرب الألف يوم بهدف التحريض على الانفصال السياسي عن كولومبيا وتأسيس جمهورية مستقلة. عندما سعت الولايات المتحدة إلى تملّك مشروع القناة، تبيّن أن التعامل مع الحكومة الكولومبية شاق وعسير، وإثر التعاون مع الممول الفرنسي فيليب بونو فاريا، أعلنت بنما حينها استقلالها عن كولومبيا، وخاضت مفاوضات مع الولايات المتحدة لإعطائها الحق في بناء القناة، وانتهت تلك المفاوضات بمعاهدة هاي بونو فاريا.
كانت الولايات المتحدة أول دولة تعترف باستقلال الجمهورية الوليدة، فأرسلت قواتها البحرية لمنع كولومبيا من الاستيلاء على أراضي بنما خلال الأيام الأولى لتأسيس الجمهورية الجديدة. مقابل دفاع الولايات المتحدة عن الجمهورية وبناء القناة، مُنحت أمريكا عقد إيجارٍ مدى الحياة يشمل الأراضي المحيطة بالقناة، والتي عُرفت باسم منطقة قناة بنما، لكن ملكيتها أُعيدت لاحقًا إلى بنما وفق أحكام معاهدات توريخوس كارتر.
بعد اعتراف الولايات المتحدة، سارعت دولٌ أخرى إلى الاعتراف باستقلال جمهورية بنما، لكن كولومبيا رفضت ذلك حتى عام 1909، بعدما تلقت مساعدة قدرها 500 ألف دولار من بنما تغطي حصة الأخيرة من الديون المستحقة عندما أعلنت استقلالها.