بعثة كوك الثانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
بدأت رحلة جيمس كوك الثانية عام 1772 وانتهت عام 1775، وجاءت بتفويض من الحكومة البريطانية ووفقاً لإرشادات الجمعية الملكية،[1] والهدف منها الدوران حول الكرة الأرضية حتى أقصى الجنوب، للتأكد أخيراً من وجود كتلة أرضية في أقصى الجنوب، أو ما عُرف وقتها بـ «تيرا أوستراليس» أو أرض أستراليس المجهولة. أظهر كوك خلال رحلته الأولى، وعن طريق الدوران حول نيوزيلندا، أن الأخيرة ليست متصلة بأي كتلة أرضية جنوباً، وخطط كوك تقريباً الساحل الشرقي لأستراليا بالكامل خلال رحلته، لكن ساد الاعتقاد وقتها أن «تيرا أستراليس» تقع في أقصى الجنوب. اعتقد أليكسندر دالريمبل وأعضاء آخرون في الجمعية الملكية أن تلك القارة الجنوبية الضخمة لا بدّ أن تكون حقيقيّة.[2] وبعد حصول تأخير جراء المطالب غير المنطقية لعالم النبات جوزيف بانكس، جُهزّت السفينتان «ريزولوشن» و«أدفنشر» لتلك الرحلة، وانطلقتا نحو القارة المتجمدة في شهر يوليو من عام 1772.[3]
| ||||
---|---|---|---|---|
تاريخ البدء | 1772 | |||
تاريخ الانتهاء | 1775 | |||
تعديل مصدري - تعديل |
في السابع عشر من شهر يناير عام 1773، كانت سفينة ريزولوشن أولى السفينتين في الإبحار جنوب الدائرة القطبية الجنوبية، وقامت بذلك مرتين خلال تلك الرحلة. حدث العبور الأخير في الثالث من شهر فبراير عام 1774، وكان ذلك أقصى اختراقٍ نحو الجنوب، فوصلت السفينة إلى دائرة العرض 71 درجة و10 دقائق زاويّة جنوباً وخط الطول 106 درجة و54 دقيقة زاويّة غرباً. اتبع كوك سلسلة من عمليات المسح واسعة المدى عبر المحيط الهادئ، وأثبت أخيراً عدم وجود ما عُرف بـ «تيرا أستراليس» عقب إبحاره ضمن معظم المناطق التي من المفترض أن تودي إليها.
خلال مسار الرحلة، عرّج كوك على جزيرة القيامة وجزر ماركيساس وجزر الجمعية ونييوي وجزر تونغا وهيبريدس الجديدة وكاليدونيا الجديدة وجزيرة نورفولك وجزيرة بالمرستون وجزر جنوب الساندويش وجنوب جورجيا، الكثير من تلك الجُزر والمواقع سُميت من طرف كوك نفسه. أثبت كوك أن تيرا أستراليس ليست سوى أسطورة،[4] وتوقع وجود المنطقة القطبية الجنوبية وراء الحاجز الجليدي.
في تلك الرحلة، استخدم ويليام ويلز نموذج الكرونوميتر البحري المعروف بـ لاركوم كيندال كي 1، وحسب عن طريقه خطوط الطول. دوّن ويلز أيضاً سجل أحوال السفينة، فسجّل المواقع والظروف الجوية، واستخدام الأدوات المختلفة واختبارها، وسجّل أيضاً الكثير من الملاحظات حول السكان والأماكن أثناء مروره بهم خلال الرحلة.[5]