تبعات الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
اتسمت أحداث ما بعد الحرب الأهلية الليبية الأولى بتغير ملحوظ في المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا بعد الإطاحة بمعمر القذافي وقتله خلال الحرب الأهلية الليبية التي وقعت في عام 2011. شهدت ليبيا انتشارًا متواصلًا للأسلحة، وتمرد الجماعات الإسلامية المسلحة، وعنفًا طائفيًا، وانعدام سيادة القانون. امتد تأثير الحرب الأهلية الليبية ليشمل بضعة دول مجاورة أيضًا مثل مالي.
بعد إعلان تحرير ليبيا من قبل المجلس الوطني الانتقالي في أكتوبر عام 2011، شرع المجلس في عملية تشكيل حكومة جديدة، والاستعداد لإقامة الانتخابات ومحاكمة أتباع القذافي السابقين. واصلت ميليشيات الثوار المسلحة التأكيد على دورها في «حماية الثورة» في جميع أرجاء البلاد في ظل غياب جيش نظامي، وتواردت الأنباء عن عمليات قتل انتقامية بدعوى العدالة ونشوب نزاعات متقطعة بين الميليشيات المتخاصمة. أعربت المنظمات الدولية عن قلقها إزاء انتشار الأسلحة في المنطقة، والخطر الذي يهدد أمن المنطقة إذا ما وقعت تلك الأسلحة في يد الجماعات الإسلامية المسلحة.
عُقدت الانتخابات العامة في يوليو عام 2012 لإقامة المؤتمر الوطني العام الذي تولى زمام الحكم في الشهر التالي، والذي كُلف بتشكيل الجمعية الدستورية لصياغة دستور ليبيا الجديد. تفكك المجلس الوطني الانتقالي بصفة رسمية، وفي نوفمبر عام 2012 أدى علي زيدان اليمين الدستورية بصفته رئيس الوزراء الجديد. أطاح المؤتمر الوطني العام بزيدان في مارس عام 2014 في خضم نزاع متصاعد في البلاد. وفي 4 أغسطس 2014 اُستبدل المؤتمر الوطني العام بمجلس نواب مُنتخب حديثًا، ولكن بعض أعضاء المؤتمر الوطني العام السابقين اجتمعوا في 25 أغسطس 2014 وانتخبوا عمر الحاسي رئيسًا للوزراء، وبذلك أُقيمت حكومتان متخاصمتان في ليبيبا: أحدهما مُمثلة من قبل مجلس النواب في طبرق، والأخرى مُمثلة من قبل المؤتمر الوطني العام في طرابلس.