تلوث ضوئي بيئي
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التلوث الضوئي البيئي هو التأثير الذي يُحدثه الضوء الصناعي على كائن حي ما أو على النظم البيئي ككل.
يختلف التأثير الذي يحدثه الضوء الصناعي على الكائنات الحية بين كائن وآخر، إذ يتراوح ما بين قدرة الأنواع الحية المفترسة على رؤية فريستها، وبين موتها المباشر كما يحدث للعث لدى انجذابه للشعلة أو النار فيموت بسبب الحرارة. يمكن للضوء الصناعي في الليل أن يكون مفيدًا وضارًا في نفس الوقت للكائن الحي. على سبيل المثال، يستفيد البشر من الضوء الصناعي لزيادة ساعات العمل واللعب، ولكن يسبب هذا الضوء خللًا في الساعة البيولوجية للجسم مؤديًا للضغط النفسي الضار بالصحة.[1][2][3]
تتأثر بيئة الكائنات الحية تبعًا للتأثيرات المختلفة للضوء الصناعي على الأنواع الفردية. في حالة استيطان نوعين من الأحياء نفس المسكن الطبيعي، من الممكن أن يختلف عدد الأفراد الحية مع استقدام الضوء الصناعي في حالة عدم تأثر كلا النوعين بالضوء على قدم المساواة في الليل. على سبيل المثال، تتجنب بعض أنواع العناكب الأماكن المضيئة، بينما تبني أنواع أخرى منها شبكتها على عمود الإنارة. تجذب أعمدة الإنارة العديد من الحشرات الطائرة، وبالتالي تمنح ميزة للعناكب المحبة للضوء أكثر من غيرها، وبالتالي تزيد أعدادها. قد تنتج عن هذه التغيرات في أعداد الكائنات الحية نتائج غير مقصودة بسبب تأثر تفاعل الأنواع الحية مع بعضها البعض، وبالتالي حدوث تغيرات في الشبكة الغذائية. يمكن لهذه التغيرات الليلية الصغيرة في النهاية أن تؤثر على النباتات والحيوانات النهارية. على سبيل المثال، يمكن للتغيرات في نشاط الحشرات الليلية التأثير على معدلات بقاء النباتات التي تزهر ليلًا، والتي بنفسها توفر الغذاء والمأوى للحيوانات النهارية.[4]
يُعد استقدام الضوء الصناعي في الليل واحدًا من أقسى التغييرات التي أحدثها الإنسان على البيئة مقارنةً بالنفايات السامة واستخدام الأراضي الطبيعية والتغير المناخي نظرًا للزيادة الملحوظة في تركيز الغازات الدفيئة.