جعفر المقتدر بالله
الخليفةُ العبَّاسِيُّ الثَّامِن عَشَر، حكم من 908 حتى 932 م / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول جعفر المقتدر بالله?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
أميرُ المُؤمنين وخليفةُ المُسلمين أبُو الفَضْل جَعْفَر المُقْتَدِر بالله بن أحمد المُعتضِد بن طلحة المُوفَّق بن جعفر المُتوكِّل بن مُحمَّد المُعتصم بن هارُون الرَّشيد العبَّاسيُّ الهاشِميُّ القُرشي (22 رمضان 282 - 28 شوال 320 هـ / 13 نوفمبر 895 - 1 نوفمبر 932 م)، المعرُوف اختصارًا باسم المُقتدر أو المُقتدر بالله، هو الخليفة الثَّامن عشر من خُلفاء بني العبَّاس. تولَّى الخلافة في 13 ذو القعدة سنة 295 هـ / 13 أغسطس 908 م، بعد أن عهد إليه أخيه عليُّ المُكتفي بالله على فراش المرض، وكان عمر المُقتدر ثلاثة عشر سنة، ليكون أصغر من تولى الخلافة في التاريخ.
هذه المقالة تخضع حاليًّا لمرحلة مراجعة الزملاء لفحصها وتقييمها، تحضيرًا لترشيحها لتكون ضمن المحتوى المتميز في ويكيبيديا العربية. تاريخ بداية المراجعة 25 مايو 2024 |
أمير المُؤمنين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جعفر المقتدر بالله | |||||||
جعفر بن أحمد بن مُحمَّد طلحة بن جعفر بن مُحمَّد بن هارُون بن مُحمَّد بن عبد الله بن مُحمَّد بن عليُّ بن عبد الله بن العبَّاس | |||||||
الخليفة أبُو الفضل جعفر المُقتدر بالله | |||||||
معلومات شخصية | |||||||
الميلاد | 22 رمضان 282 هـ (13 نوفمبر 895 م) بغداد، العراق، الخلافة العبَّاسيَّة | ||||||
الوفاة | 28 شوال 320 هـ (1 نوفمبر 932 م) (بالهجري:38 سنة وشهر واحد و6 أيَّام) (بالميلادي:36 سنة و11 شهر و18 يوم) بغداد، العراق، الخلافة العبَّاسيَّة | ||||||
سبب الوفاة | قتل في المعركة ⚔ | ||||||
الكنية | أبُو الفضل | ||||||
اللقب | المُقتدر بالله | ||||||
العرق | عربي | ||||||
الديانة | مُسلمٌ سُني | ||||||
الزوجة | زوجته: حُرَّة بنت بدر المُعتضدي | ||||||
الأولاد | مُحمَّد الرَّاضي بالله • إبراهيم المُتقي لله • الفضل المُطيع لله • إسحاق • (للمزيد) | ||||||
الأب | أحمد المُعتضد بالله | ||||||
الأم | السَّيدة شغب | ||||||
إخوة وأخوات | عليُّ المُكتفي بالله • مُحمَّد القاهر بالله • هارُون | ||||||
أقرباء | أحمد القادر بالله (حفيد) | ||||||
عائلة | بنو العباس | ||||||
منصب | |||||||
الخليفة العبَّاسي الثَّامن عشر | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 13 ذو القعدة 295 - 20 شوَّال 320 هـ (13 أغسطس 908 - 1 نوفمبر 932 م) | ||||||
|
|||||||
السلالة | بنو العبَّاس | ||||||
المهنة | سياسي، وخليفة المسلمين | ||||||
اللغات | العربية | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وُلد الأمير جعفر في خلافة أبيه أحمد المُعتضد بالله (892-902)، وترعرع في خلافة أخيه عليُّ المُكتفي بالله (902-908)، فقد كانت الخلافة العبَّاسيَّة تشهد انتعاشًا واستقرارًا متزايدًا منذ خلافة أحمد المُعتمد على الله (870-892)، إلا أن مرض المُكتفي واقتراب أجله قد أوقع أصحاب النُّفوذ في حيرة، وقد دعتهم مصلحتهم وعلى رأسهم الوزير العبَّاس بن الحسن وبمشورة ابن الفُرات، لترشيح جعفر الذي كان يبلغ من العمر 13 عامًا إلى الخليفة المُكتفي، وكان تلك بداية اختلال الأمور وهبوط قوُّة الدَّولة لصغر سنه وقلة معرفته. لم يرض قسمٌ كبير من الطبقة المُتنفذة هذه الخطوة، فثار عبد الله بن المعتز طلبًا للخلافة بعد أربعة شهور من خلافة المُقتدر، واستولى على بغداد ليومٍ واحد، إلا أن مؤنس وغُلمان المُعتضد استعادوا السَّيطرة وقبضوا على ابن المُعتز لاحقًا وأعدم.
انشغل المُقتدر بمجالس اللَّهو والطرب والجواري في أول خلافته بدعمٍ من والدته السَّيدة شغب بهدف إدارة البلاد وتسيير الشؤون مع قهرماناتها والوزراء، فثار ابن المعتز طلبًا للخلافة، كما حاول الصَّفَّاريين استغلال الأحداث والسيطرة على فارس، وثارت أذربيجان في وجه الخلافة بقيادة سُبُك غلام ابن أبي السَّاج، وتمرَّد الحُسين بن حمدان في الجزيرة. ولعلَّ أخطر الاضطرابات التي أثَّرت على الدولة واستنزفتها على المدى البعيد، هو ظهور القرامطة في بلاد البحرين، وهم من الشيعة الإسماعيليين، فهجموا على جنوب العراق، ونهبوا البصرة، ودمروا الكوفة، وقتلوا الحُجَّاج، ولعلَّ أخطر ما قاموا به هو هجومهم على مكَّة واقتلاع الحجر الأسود من مكانه إلى عاصمتهم هجر، حتى أعادوه بعد 22 عامًا. أثارت هذه الأحداث أنظار الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة حينها، فقد شد انتباهها الضَّعف الذي سرى في جسد الخلافة وصراعاتها الدَّاخلية، فأغاروا على ملطية مرارًا، واستولوا على أرض الرُّوم وأخرجوا المُسلمين من أرمينية.
ولعل الأحداث التي أنذرت بتغيُّر موازين القوى، هو ظهور الدَّولة الفاطميَّة الشيعيَّة الإسماعيليَّة في بلاد إفريقية، والتي أعلن داعيها أبو عبد الله الشيعي بدء خلافة عُبيد الله المهدي العلوي، وعلى الرُّغم من الجدال الذي دار حول نسبه إلى العلويين، فقد تمكن الفاطميين مُعتمدين على قبيلة كتامة البربريَّة بشكلٍ أساسي، من الاستيلاء على كامل إفريقية وما جاورها، فأنهوا إمارة الأغالبة الذين خطبوا باسم الخليفة العبَّاسي بعد أن حكموا لنحو قرنٍ من الزمان، كما قضوا على إمارات بنو رستم، وبنو مدرار خلال سنوات قليلة. وضع المهدي الفاطمي نُصب عينيه على أراضي الخلافة العبَّاسيَّة، فشن ثلاث حملات مُتعاقبة في محاولة للسيطرة على برقة ومصر، إلا أنه تعرَّض للهزيمة على يد العباسيين.
وعلى الرُّغم من كل تلك الأحداث العصيبة المُتلاحقة، فإنها قد ساهمت في تحريك القيادة العبَّاسيَّة للتدخُّل، وبدأ المُقتدر مع والدته ووزرائه في محاولة إيقاف هذه الهجمات أو إخمادها، فتم تعيين مؤنس الخادم قائدًا للجيش وأجرت الدولة عددًا من الإصلاحات والسياسات، وعلى مرور السَّنوات، تمكن العبَّاسيين من إيقاف هجمات القرامطة على جنوب العراق، وانهزم الصَّفَّاريين ليتم استعادة فارس لحضن الخلافة، كما تعرَّض الفاطميين للهزيمة الساحقة في حملاتهم الثلاثة نحو برقة ومصر، وضُبطت شؤون أذربيجان، ولاذ الحُسين بن حمدان إلى أرمينية، بالإضافة إلى شن حملات صيفيَّة سنويَّة ضد الرُّوم، وفي المقابل، زادت قُوَّة الجيش وزادت أرزاقهم، والتي كانت سببًا في استنزاف خزينة الدَّولة مع مرور الوقت.
عيَّن المُقتدر العديد من الوزراء خلال فترة حكمه، لتلمع أسماء منهم، مثل ابن الفُرات، وابن الجرَّاح، والذين عملوا على تحسين أمور البلاد خلال وزارتهم لعدد من المرات، فقد تعرَّضوا للقبض بتهم كثيرة وغالبًا ما كانت بتحريض من السَّيدة شغب وقهرماناتها المُتنفذات، بهدف تعيين وزراء بالرَّشاوي، مثل أبُو علي الخاقاني وحامد بن العبَّاس، وغيرهم، إلا أن الدَّولة أُصيبت بعجز مالي كبير نتيجة سوء إدارتهم وفسادهم، إضافةً إلى تكلفة الحروب والمعارك ومُتطلبات الجُند والخدم والحشم المُتزايدة، ما أدى لارتفاع الأسعار واضطراب الأوضاع بحلول السنوات الأخيرة من حكم المقتدر، وكان مصير هؤلاء الوزراء القبض عليهم كسابقيهم.
بدأ المُقتدر يصطدم مع قائده مُؤنس المُظفَّر بعد سنة 311 هـ / 923 م لوجود العديد من الأسباب، فساءت العلاقة بينهما حتى تفجَّرت بعزل المُقتدر للمرة الثانية (بعد انقلاب ابن المُعتز) في سنة 317 هـ / 929 م، وعيَّن بدلًا منه القاهر بالله بن المُعتضد، إلا أن خلعه لم يدم سوى ليلتين، فعاد المُقتدر وعادت الأمور لنصابها بعض الشيء، إلا أن المُقتدر لم يستطع مُجاراة المُظفَّر واستبداده في الحُكم، حتى قرر الأخير خلعه نهائيًا، فتوجَّه إلى الموصل، وحشد ما أمكن من الجيش، في حين كان المُقتدر يُعاني من أزمات ماليَّة شديدة لم يتمكن على اثرها من حشد جيش لمواجهته، وقد دارت معركة سريعة بين الطرفين في بغداد، ليُقتل الخليفة المُقتدر بالله على يد جيش مُؤنس 28 شوَّال سنة 320 هـ / 1 نوفمبر 932 م.
تعتبر خلافة المُقتدر بالله نهايةً للنَّهضة العبَّاسيَّة التي حدثت في زمن عمه المُعتمد (وجده الموفق بالله) وأبيه المُعتضد وأخيه المُكتفي، وذلك راجعًا إلى صُغر سنه، وتحكم والدته والقهرمانات ووجود وزراء لم يكونوا في المستوى المطلوب للأحداث الخطيرة التي سرت حول الدَّولة، إضافةً إلى أنها كانت علامة النهاية للدَّولة، والتي زاد ضعفها بعد وفاته، حتى جاءت الدَّولة البُويهيَّة الشيعيَّة الفارسيَّة وسيطرت على بغداد في جُمادى الأولى سنة 334 هـ / ديسمبر 945 م لتُحكم قبضتها على الخلافة ويصبح الخُلفاء العبَّاسيين مُجرَّدين من السُّلطة إلى ما يُقارب قرنًا من الزمان ما أدى إلى ظهور العديد من الإمارات والدُّول المُستقلَّة.