حساسية المناخ
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حساسية المناخ هي مقدار ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب زيادة معينة في تركيز ثاني أكسيد الكربون (CO2).[1] من الناحية التقنية، فإن حساسية المناخ هي متوسط التغير في درجة حرارة سطح الأرض استجابة للتغيرات في التأثير الإشعاعي، والفرق بين الطاقة التي يتلقاها كوكب الأرض والتي يبعثها.[2] تُعد حساسية المناخ مقياسًا رئيسًا في علم المناخ.[3]
تزداد حرارة سطح الأرض ضمن نتيجة مباشرة لزيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وتعزز هذه الحرارة (وتكبحها) مجموعة من آليات ردود الفعل لتغير المناخ، مثل الزيادة في بخار الماء، وهو في حد ذاته غاز دفيئة فاعل. ولأن العلماء لا يعرفون بالضبط مقدار قوة ردود الفعل هذه، فمن الصعب التوقع بدقة مدى تأثير حساسية المناخ. إذا اتضح أن حساسية المناخ على الجانب المرتفع من التقديرات العلمية، فإن هدف اتفاق باريس الذي ينص على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية (3.6 درجة فهرنهايت) سيكون صعب التحقيق.[4]
اعتمادًا على المقياس الزمني، هناك طريقتان رئيستان لتحديد حساسية المناخ:
- حساسية المناخ المتوازن: هي الزيادة في درجة الحرارة التي قد تنتج عن مضاعفة تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، بعد أن تصل ميزانية طاقة الأرض ونظام المناخ إلى التوازن. يُحتمل أن تكون حساسية المناخ المتوازن من 1.5 إلى 4.5 درجة مئوية (من 2.7 إلى 8.1 درجة فهرنهايت). والجداول الزمنية طويلة الأمد المرتبطة بحساسية المناخ المتوازن تجعل منه مقياسًا أقل أهمية بالنسبة لقرارات السياسة المتعلقة بتغير المناخ.
- الاستجابة المناخية المؤقتة: هي الزيادة في درجة الحرارة التي قد تحدث في الوقت الذي تضاعفت فيه تراكيز ثاني أكسيد الكربون، إذ تزداد تدريجيًا بنسبة 1% كل عام. ويرتبط هذا الرقم بسرعة ارتفاع درجة الحرارة. كلما طالت المدة لتضاعف التراكيز، تأخذ ردود الفعل وقتًا أطول لتبدأ. وتكون حساسية المناخ المتوازن أعلى من الاستجابة المناخية المؤقتة، إذ يشكل المحيط مصدًا لارتفاع درجة الحرارة ضمن المدى القصير.
تقدَّر حساسية المناخ عادة بثلاث طرق: استخدام الملاحظات المباشرة لدرجة الحرارة ومستويات غازات الدفيئة التي قيست خلال العصر الصناعي (الأنثروبوسين)، واستخدام درجة الحرارة المقدرة بشكل غير مباشر والبيانات الأخرى من الماضي البعيد للأرض، وعبر المحاكاة الحاسوبية لمختلف جوانب نظام المناخ.