مفوض الرايخ للحرب الشاملة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
مفوض الرايخ للحرب الشاملة (Reichbevollmächtigter für den totalen Kriegseinsatz) كان منصبًا أنشأه أدولف هتلر، الفوهرر («الزعيم») في ألمانيا النازية، في 23 يوليو 1944 لجوزيف جوبلز، الذي كان أيضًا في ذلك الوقت وزير الدعاية لنظام النازي. كان الغرض من المكتب الجديد هو حشد الشعب الألماني وراء جهد لتحقيق "حرب شاملة"، حيث تخضع جميع الموارد المدنية وجميع جوانب البنية التحتية المدنية لاحتياجات الجيش والجهود الحربية. [1] جاءت فكرة إنشاء المكتب الجديد وتعيين جوبلز إليه من جوبلز نفسه. وافقه هتلر بسبب التدهور السريع للموقف العسكري الألماني في الحرب في الشرق ضد الاتحاد السوفيتي. لقد كان مقتنعًا أخيرًا بأن مجهودًا حربيًا شاملاً هو وحده القادر على مواجهة ما شعر به هتلر وهو تقويض استراتيجياته العسكرية باستمرار من قبل جنرالاته. [2]
بصفته مفوضًا، تم منح غوبلز سلطة إصدار توجيهات لجميع المدنيين وجميع أجزاء القطاع المدني، وكذلك لرؤساء حتى أعلى وكالات الرايخ، على الرغم من الناحية العملية، تم تقييد سلطته بسبب تعقيدات هيكل السلطة النازي. [3] سعى جوبلز وموظفيه لإحداث «تحول هيكلي في جهاز الدولة بأكمله». [4]
جرى تعيينه بتاريخ 21 ديسمبر من عام 1943 «مفتشا عاما للدفاع السلبي» وحيث كانت مهمته الرئيسية هي تعزيز معنويات الجيوش، ومن خلال هذا الموقع استطاع أن يلهب حماس الجماهير بعد أن أحس بأن عليه أن يلعب دورا طليعيا بعد تكدّس الهزائم التي عرفها الجيش النازي إثر هزيمة ستالينغراد. وهكذا دعا أثناء حفل جماهيري بتاريخ 18 فبراير 1943 بقصر الرياضة ببرلين إلى «الحرب الشاملة» ومعلنا بنفس الوقت ضرورة شن الحرب أيضا ضد «اليهودية العالمية» بالتوازي مع القيام بثورة اجتماعية داخلية.
الخطاب جاء بعد اسبوعين من هزيمة ستالينجراد وأشار فيه غوبلز إلى أن الجبهة الشرقية تشهد مرحلة أزمة تتطلب من الألمان خوض حرب شاملة لتجنيب ألمانيا وأوروبا السقوط في يد البلشفية. يعتبر الخطاب المطول أنجح وأشهر خطاب أداه جوبلز والذي تجسدت فيه بامتياز قدراته الخطابية التي قابلها الحضور بتصفيقات وهتافات بلغت درجة الهستيريا. يروي غوبلز في يومية له تعود إلى مطلع عام 1943 ما جرى بينه وبين أدولف هتلر عند الهزيمة في معركة ستالينغراد. ويومها قام الفوهرر بتحليل الوضع العسكري بالاعتماد على وثيقة قدّمها له الضباط في الجبهة. وكان الوضع مأساويا على تلك الجبهة إلى درجة أن هتلر طلب من غوبلز «عدم نشر أية كلمة من التقرير العسكري» بل وعدم اطلاع أحد على اليومية التي أعدها أولئك الإيطاليون، حلفاء ألمانيا، ووصفهم بأنهم «جبناء» قبل أن يضيف: إلى أن هتلر نفسه كان على درجة عالية من الاستياء بسبب عدم وفاء الإيطاليين بالتزاماتهم. هذا بالإضافة إلى الخسائر العسكرية الكبيرة.
وأثناء الجلسة نفسها جاء من جبهة ستالينغراد اتصال هاتفي من قبل ضابط ألماني أكّد فيه بأن الروس قد خرقوا صفوف الجيش الألماني على مسافة 6 كيلومترات، وبأن القوات لم تعد قادرة على المقاومة، خاصة بسبب الجوع والبرد. «كان وقع الخبر كبيرا جدا بالنسبة للفوهرر» كما يؤكد غوبلز إذ كان لا يزال حتى تلك اللحظة يأمل بإمكانية الاحتفاظ بقوة مسلحة هناك، وبحيث يمكن تعزيزها وسقوط المدينة. ويؤكد غوبلز أنه اعتباراً من تلك اللحظة بدأ بكتابة صفحات طويلة عما لخّصه هو نفسه بالجملة التالية: «إعادة تنظيم الوطن» وتحت عنوان عريض هو: «قيادة الحرب الشاملة».