نموذج الشجرة (لغويات)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في اللغويات التاريخية، يعد نموذج الشجرة (المعروف أيضاً بالنموذج الجيني أو النموذج الكلادي) نموذجًا لتطور اللغات وفق مفهوم شجرة العائلة، ولا سيما شجرة تطور السلالات في التطور البيولوجي للأنواع. لكن بدلاً من الأنواع، يفترض نموذج الشجرة أن كل لغة قد تطورت من لغة أم، مع لغات تشترك في سلف مشترك ينتمي إلى نفس عائلة اللغة.
عمم اللغوي الألماني أوغست شلايشر نموذج الشجرة عام 1853، [1] ويعتبر نموذج الشجرة طريقة شائعة لوصف العلاقات الوراثية كما يعد أمراً أساسياً في مجال اللغويات المقارنة، والذي يتضمن استخدام الأدلة من اللغات المعروفة والقواعد المرصودة لتطور خصيصة لغوية معينة لغرض تحديد ووصف الأجداد المفترضون لكل عائلة لغوية، مثل اللغة الهندو-أوروبية البدائية كجد مفترض للغات الهندو-أوروبية أو اللغة السامية الأم كجد مفترض للغات السامية. ومع ذلك، ليس نموذج الشجرة هو الطريقة الأشمل لتغير اللغات حيث يركز مختصو اللغويات على ظواهر عديدة تحدث بواسطة التناقل الأفقي للخصائص اللغوية، ومن تلك الظواهر: الكلمات المستعارة إلى واللغات المولدة التي لها أكثر من لغة أم واحدة. ويبرز نموذج الموجة الذي تم تطويره عام 1872 من قبل يوهانس شميت كنموذج داعم مساند لنموذج الشجرة الذي وهو يوظف التناقل الأفقي للخصائص في تطور اللغات.
وتقف أمام نموذج الشجرة بعض العوائق التي تماثل العوائق التي تعترض نموذج الشجرة في التصنيف البيولوجي من حيث مشكلة النوع التي تتمثل بصعوبة تكميم ظاهرة معينة ذات استمرارية ولها استثناءات مثل الأنواع الحلقية التي هي كائنات من نوع واحد تشكل سلسلة متصلة قادرة على التزاوج فيما بينها ويناظرها في اللغويات سلاسل اللهجات. وقد تم تطوير مفهوم الارتباط استجابةً لذلك وهو يشير إلى مجموعة من اللغات التي تطورت من سلسلة لهجات بدلاً من اللغات الفرعية المعزولة لغويًا والناشئة من لغة واحدة.