تابع (ما بعد الاستعمارية)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يُطلق مصطلح التابع في دراسات ما بعد الاستعمارية وفي النظرية النقدية، على السكان المستعمَرين الذين هم خارج التسلسل الهرمي لسلطة المستعمرة وأراضي الإمبراطورية الحضرية، اجتماعيًا وسياسيًا وجغرافيًا. صاغ أنطونيو غرامشي المصطلح الثانوي خلال وصفه للهيمنة الثقافية على أنها تاريخ شعبي، لتحديد الفئات الاجتماعية المستبعدة والمُزاحة من المؤسسات الاجتماعية-الاقتصادية في المجتمع، لرفض أصواتها السياسية.
دخل مصطلح التابع ودراسات التابع في مفردات ما بعد الاستعمار من خلال أعمال مؤرخي مجموعة دراسات التابع، الذين استكشفوا الدور السياسي الفاعل للرجال والنساء الذين يشكلون عموم السكان، بدلاً من إعادة استكشاف الأدوار السياسية الفاعلة للنخب الاجتماعية والاقتصادية في تاريخ الهند.[1]
تقدم نظرية ماركس في التاريخ، كطريقة للتحليل والتحقيق في الدور السياسي للسكان التابعين، التاريخ الاستعماري من منظور البروليتاريا، أن يُحدَّد «من» و«ما» الطبقة الاجتماعية، من خلال العلاقات الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية للمجتمع. يشير مصطلح «التابع» منذ سبعينيات القرن العشرين، إلى الشعوب المُستعمَرة في شبه القارة الهندية، كما يخبر التاريخ الإمبراطوري من منظور الشعوب المستعمَرة، وليس من منظور المستعمِرين من أوروبا الغربية، وطُبق بحلول الثمانينات من القرن الماضي، منهج «دراسات التابع» للبحث التاريخي، على التأريخ في آسيا الجنوبية.
نشأ مفهوم التابع كطريقة للخطاب الفكري بوصفه وسيلة أوروبية المنحى في البحث التاريخي لدراسة الشعوب غير الغربية (في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط)، وعلاقتهم بأوروبا الغربية كمركز لتاريخ العالم، وبالتالي أصبحت دراسات التابع نموذجا للبحث التاريخي لتجربة التابع في ما بعد الاستعمار، في شبه القارة الهندية.[2]