تاريخ الهند
تاريخ الهند بشكل عام / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول تاريخ الهند?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
ثمة إجماع في علم الوراثة الحديث بأنّ تاريخ وصول الإنسان العاقل إلى شبه القارة الهندية من إفريقيا يعود إلى الفترة بين 73000 و 55000 سنة.[1] بالرغم من ذلك، يمتدّ تاريخ أقدم بقايا بشرية مُكتشَفة في جنوب آسيا إلى 30 ألف عام. في العام 7000 قبل الميلاد تقريبًا، بدأت الحياة الاستيطان في جنوب آسيا، والتي شملت الانتقال من البحث عن الطعام إلى الزراعة والرعي. يمكن العثور في موقع مهرجاره الأثري على أدلة لزراعة القمح والشعير، وعلى آثار لتربية الماعز، والأغنام، والماشية. بحلول العام 4500 قبل الميلاد، انتشرت حياة الاستيطان على نطاق أوسع، وراحت تنمو شيئًا فشيئًا حتى أصبحت حضارة وادي السند، وهي من بواكير حضارات العالم القديم، والتي عاصرت حضارات مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين. ازدهرت هذه الحضارة في الفترة بين 2500 و 1900 قبل الميلاد في البلاد التي تُعرف حاليًا باسم الباكستان وشمال غرب الهند، وقد اكتسبت سمعتها في التخطيط الحضري، ومنازل الطوب، والصرف الصحي المُتقن، وتوفير المياه.[2]
مجال البحث |
---|
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من |
في أوائل الألفية الثانية قبل الميلاد، تسبب الجفاف المعروف باسم حدث 4.2 كيلو سنة في ترك سكان وادي السند المراكز الحضرية الكبيرة لينتشروا في القرى. وفي نفس تلك الفترة، انتقلت القبائل الهندية-الآرية إلى البنجاب من آسيا الوسطى خلال عدة موجات هجرة. شهِدت الفترة الفيدية (1500-500 قبل الميلاد) وضْع نصوص الفيدا، التي كانت تجميعًا لتراتيل تلك القبائل. وشمِل نظام فارنا الخاص بهم، والذي تحوّل إلى النظام الطبقي، تسلسلًا هرميًا ضمّ الكهنة، والمقاتلين، والفلاحين الأحرار، إنما استبعد الشعوب الأصلية من خلال وصْم حِرَفهم بأنها غير نقية. انتشر الرعاة والبدو الهندو-آريين من البنجاب إلى سهل الغانج، حيث أزالوا الأشجار في مساحات شاسعة لاستغلالها في الزراعة.[3]
انتهى تأليف النصوص الفيدية في العام 600 قبل الميلاد تقريبًا، عندما ظهرت حضارة إقليمية جديدة. أُدمجت الكيانات القبلية الصغيرة، أو ما عُرف باسم جانابادا، بولايات أكبر، ماهاجانابادا، وحدثت حركة التحضر الثاني. رافق تلك الحركة ظهور حركات سمْنيّة جديدة في ماجادا الكبرى، شملت الجاينية والبوذية، عارضت التأثير المتزايد للبراهمانية وأولوية الطقوس التي ترأّسها كهنة براهمة بعد أن أصبحت مرتبطة بالديانة الفيدية، وأفسحت المجال لظهور مفاهيم دينية جديدة.[4][5][6] في ردّة فعل على نجاح تلك الحركات، انصهرت البراهمانية الفيدية مع الثقافات الدينية سابقة الوجود في شبه القارة الهندية، وهو ما أفضى إلى ظهور الهندوسية.[7][8]
خلال القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، خضعت معظم أجزاء شبه القارة الهندية للإمبراطورية الموارية. ابتداءً من الألف الثالثة قبل الميلاد، بدأ نموّ الأدب المكتوب بلغة البراكريت والبالي في الشمال وأدب سنغمي باللغة التاميلية في جنوب الهند. نشأ فولاذ الهندواني في جنوب الهند في القرن الثالث قبل الميلاد وصُدّر إلى الخارج في فترة الممالك الهندية الوسطى، وحكمت العديد من السلالات الحاكمة مناطق مختلفة من الهند لفترة امتدت 1500 عام بعد ذلك، يُذكر منها إمبراطورية جوبتا. تُعرف هذه الفترة، التي شهدت نهضة دينية وفكرية للهندوس، باسم العصر الكلاسيكي أو «العصر الذهبي للهند».[9][10] انتشرت خلال تلك الفترة عناصر من الحضارة، والإدارة، والثقافة، والديانات الهندية (الهندوسية والبوذية) إلى عدة أجزاء من آسيا، في حين أنشأت الممالك في جنوب الهند روابطَ تجارية بحرية مع بلدان الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط. كما انتشر التأثير الثقافي الهندي في أصقاع جنوب شرق آسيا، مما أدى إلى قيام ممالك هندية في جنوب شرق آسيا (الهند الكبرى).[11][12]
يُعتبر أهم حدث وقع في الفترة بين القرنين السابع والحادي عشر هو الصراع ثلاثي الأطراف والذي نشب للسيطرة على قنوج، ودام أكثر من قرنين بين إمبراطورية بالا، وإمبراطورية راشتراكوتا، وإمبراطورية غورجارا براتيهارا. ابتداءً من منتصف القرن الخامس، شهد جنوب الهند صعود عدة قوىً إمبريالية، لا سيما إمبراطوريات تشالوكيا، وتشولا، وبالافا، وتشيرا، وبانديا، وتشالوكيا الغربية. احتلت سلالة تشولا الحاكمة جنوب الهند، كما نجحت في غزو أطراف من جنوب شرق آسيا، وسريلانكا، وجزر المالديف، والبنغال في القرن الحادي عشر. في حقبة العصور الوسطى المبكرة، أسهمت الرياضيات الهندية، بما فيها نظام العدّ الهندي، في تطور الرياضيات وعلم الفلك في الوطن العربي.[13][14]
أطلقت الفتوحات الإسلامية في شبه القارة الهندية حملاتٍ محدودة وصلت إلى أفغانستان المعاصرة، وإقليم السند مع بداية القرن الثامن، تبع ذلك غزوات محمود الغزنوي. نشأت سلطنة دلهي في العام 1206 ميلادية على يد الترك من آسيا الوسطى والذين حكموا رقعةً واسعةً من شبه القارة الهندية الشمالية في أوائل القرن الرابع عشر، لكنها تدهورت في أواخر القرن الرابع عشر، وشهدت ظهور سلطنة الدكن. بالإضافة إلى ذلك، برزت سلطنة البنغال الغنية بوصفها قوةً رئيسية دامت لأكثر من ثلاثة قرون. شهدت تلك الفترة أيضًا قيام العديد من الدول الهندوسية ذات السطوة، وخصوصًا إمبراطورية فيجاياناغارا ودويلات الراجبوت، مثل مملكة ميوار. كما شهد القرن الخامس عشر ظهور الديانة السيخية. بدأت الحقبة الحديثة المبكرة في القرن السادس عشر، عندما غزت سلطنة مغول الهند معظم شبه القارة الهندية، وفي ذلك إشارة إلى التصنيع الأولي، وأصبحت أكبر اقتصاد وقوة تصنيعية على مستوى العالم، إذ حظيت بإجمالي ناتج محلي نقدي بلغت قيمته ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي، متفوقةً على مجموع الناتج المحلي الإجمالي لأوروبا.[15][16]
مرّ المغول بفترة تراجع تدريجي في أوائل القرن الثامن عشر، مما منح فرصة لإمبراطورية ماراثا، والسيخ، ومملكة ميسور، وسلالة نظام الملك، ونواب البنغال ومرشد أباد لبسط سيطرتهم على مناطق شاسعة من شبه القارة الهندية.
منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، انتُزعت عدة مناطق من الهند تدريجيًا لصالح شركة الهند الشرقية، التي كانت شركة ذات امتياز تعمل بوصفها قوة سيادية بالنيابة عن الحكومة البريطانية. أفضى السخط على حكم الشركة في الهند إلى ثورة الهند في العام 1857، والتي عصفت بأجزاء من شمال الهند ووسطها، وأدت إلى تصفية الشركة. بعد ذلك خضعت الهند مباشرة للتاج البريطاني، في مرحلة الراج البريطاني. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ المؤتمر الوطني الهندي حركة النضال الوطني لتحقيق الاستقلال، بقيادة المهاتما غاندي، الذي اشتُهر بمقاومته السلمية. فيما بعد، نادت رابطة مسلمي عموم الهند بإقامة دولة قومية منفصلة ذات أغلبية مسلمة. في أغسطس 1947، قُسّمت الإمبراطورية الهندية البريطانية إلى اتحاد الهند ودومينيون باكستان، وحازت كلّ بلد منهما على استقلالها.