إخماد الثورة الليبية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت الحرب الإيطالية-السنوسية الثانية[1] نزاعًا مطولًا في ليبيا الإيطالية بين القوات العسكرية الإيطالية المكونة بشكل أساسي من القوات الاستعمارية (الغالبية العظمى من القوة التي استخدمها الإيطاليون لقمع المقاومة المحلية في طرابلس وبرقة كانت مولفة من ليبيين وإريتريين وصوماليين) ومتمردين أصليين مرتبطين بالحكم السنوسي الذي استمر من 1923 حتى 1932 [2][3]، وهو العام الذي ألقي فيه القبض على الزعيم السنوسي عمر المختار وتم إعدامه.[4]
إخماد الثورة الليبية | |||||
---|---|---|---|---|---|
جزء من فترة ما بين الحربين العالميتين | |||||
| |||||
تعديل مصدري - تعديل |
أسفرت الحملة المخصصة لإخماد الثورة الليبية عن موت جماعي للسكان الأصليين في برقة. حيث توفي ربع سكان برقة البالغ عددهم 225000 شخص أثناء الصراع.[5] وارتكبت إيطاليا جرائم حرب كبرى خلال النزاع، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية ورفض أخذ أسرى الحرب أو المستسلمون وإعدامهم بدلاً من ذلك، وكذلك عمليات الإعدام الجماعية للمدنيين.[6] ارتكبت السلطات الإيطالية تطهيراً عرقياً عن طريق طرد 100000 شخص بالعنوة من قبائل برقة البدوية، أي نصف سكان برقة، من أراضيهم التي قررت الحكومة الإيطالية تقديمها للمستوطنين الإيطاليين.[7][8]
في عام 2008، تم التوقيع على اتفاق للتعويض عن الأضرار الناجمة عن الحكم الاستعماري الإيطالي بين إيطاليا وليبيا. وحضر معمر القذافي، الحاكم الليبي في ذلك الوقت، مراسم التوقيع على الوثيقة وهو يرتدي صورة تاريخية على زيّه تظهر زعيم المتمردين البرقاويين عمر المختار مقيداً بالسلاسل بعد أن ألقت السلطات الإيطالية القبض عليه أثناء عملية التهدئة. أعلن رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني خلال مراسم توقيع الوثيقة قائلاً: «في هذه الوثيقة التاريخية، تعتذر إيطاليا عن قتلها وتدميرها وقمعها للشعب الليبي خلال فترة الحكم الاستعماري. إن هذا اعتراف كامل وأخلاقي بالأضرار التي ألحقتها إيطاليا بليبيا خلال الحقبة الاستعمارية».[9]