الحقبة الحديثة المبكرة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
أتت الفترة الحديثة المبكرة من العصر الحديث بعد أواخر العصور الوسطى من حقبة ما بعد الكلاسيكية (1400 - 1500). حتى بداية عصر الثورات (حوالي 1800). على الرغم من أن الحدود الزمنية لهذه الفترة كانت مثار جدل، إلا أن المؤرخين حددوا الإطار الزمني لهذا العصر مع فتح القسطنطينية من قبل الدولة العثمانية سنة 1453 م، وعصر النهضة في أوروبا وآسيا الوسطى التيمورية والفتوحات الإسلامية في شبه القارة الهندية، وانتهاء فترة الحروب الصليبية، وعصر الاستكشاف (خاصة رحلات كريستوفر كولومبوس التي بدأت في 1492 وأيضًا اكتشاف فاسكو دا جاما للطريق البحري إلى الهند سنة 1498)، وانتهت في زمن الثورة الفرنسية في 1789 وصعود نابليون إلى السلطة.[1]
البداية | |
---|---|
النهاية |
فرع من |
---|
ومن وجهة نظر عالمية، تُعد العولمة أهم سمة من سمات العصر الحديث المبكر؛[2] حيث شهدت هذه الفترة اكتشاف الأمريكيتين واستعمارهما، فبدأت حلقة من الاتصالات بين أجزاء من العالم كانت معزولة عن بعضها البعض في السابق. وبدأت سلسلة من التجارة الدولية بين القوى التاريخية. وبالتالي شهد كل من العالم القديم والعالم الجديد هذا النوع من التبادل التجاري العالمي للبضائع والسلع والحيوانات والمحاصيل الغذائية. كما لا يمكن إنكار ما قام به التبادل الكولومبي من دورٍ فعال. وظهرت اقتصادات ومؤسسات جديدة وأصبحت أكثر تطوراً وتم توضيحها على الصعيد العالمي على مدار هذه الفترة. تضمنت الفترة الحديثة المبكرة أيضًا صعود هيمنة المذهب التجاري كنظرية اقتصادية. تشمل الاتجاهات البارزة الأخرى في هذه الفترة تطوير العلوم التجريبية، والتقدم التكنولوجي السريع المتزايد والسياسة المدنية العلمانية والسفر المتسارع بسبب التحسينات في رسم الخرائط وتصميم السفن وظهور الدول القومية.
تُمثل اتجاهات العصر الحديث المبكر في العديد من بقاع العالم تحولاً ومنعطفًا بعيدًا عن الأساليب التي اتخذتها العصور الوسطى في إدارة المؤسسات سواءً كانت سياسية وفي بعض الأحيان اقتصادية. وقد شهدت أوروبا في تلك الفترة بداية تراجع وتفكك النظام الإقطاعي بالإضافة إلى ظهور حركة الإصلاح، واندلاع الحرب الكارثية المعروفة باسم حرب الثلاثين عامًا، كما شهدت أيضًا ظهور الثورة التجارية، وبداية الاستعمار الأوروبي للأمريكتين، والعصر الذهبي للقرصنة. يُعد عهد حكم أسرة مينغ للصين الذي كان في بداية الفترة الأولى المبكرة من العصر الحديث «واحدًا من أعظم العصور التي تمتعت آنذاك بحكومة فعالة مُنظمة واستقرار اجتماعي في تاريخ البشرية».[3] كما ازدهر الاقتصاد في عهد مينغ مع بداية القرن السادس عشر، حيث حرص على تنشيط حركة التجارة وتحفيزها خاصًة مع البرتغاليين والإسبانيين والهولنديين. خلال فترة حكم آزوتي-موموياما، شهدت اليابان بداية ظهور ما يُسمى بالتجارة البربرية الجنوبية بعد وصول أول بعثة استكشافية من العلماء الأوروبيين البرتغاليين.