الفتح الإسلامي لأرمينية
سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح أَرْمِيْنَيِة تحت راية دولة الخلافة الراشدة أولًا ثُمَّ الخِلافة الأُمويَّة / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عزيزي Wikiwand AI, دعنا نجعلها قصيرة من خلال الإجابة ببساطة على هذه الأسئلة الرئيسية:
هل يمكنك سرد أهم الحقائق والإحصائيات حول الفتح الإسلامي لأرمينية?
تلخيص هذه المقالة لعمر 10 سنوات
الفَتحُ الإسلَامِيُّ لِأَرْمِيْنَيِة أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِأَرْمِيْنَيِة (بالأرمنية: Հայաստանի իսլամական գրավումը) وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِأَرْمِيْنَيِة (بالأرمنية: Արաբական արշավանքները Հայաստան)، هو سلسلة من الحملات العسكريَّة التي قام بها المُسلمون لِفتح أرمينية، وهي المنطقة المُكوَّنة من الأناضول الشرقيَّة والقفقاس تحت راية دولة الخلافة الراشدة أولًا، ثُمَّ تحت راية الخِلافة الأُمويَّة بعد انتقال الأمر إلى بني أُميَّة. جرت أولى مُحاولات فتح أرمينية خِلال عهد الخليفة عُمر بن الخطَّاب عندما أرسل جيشًا بِقيادة عياض بن غنم الفهري سنة 18هـ المُوافقة لِسنة 640م، لِإتمام فتح الجزيرة الفُراتيَّة، فكان من نتائج هذه الحملة التوغُّل في سُهُول الجزيرة والوصول لِأرمينية وفتح مُدن سميساط وسنجار والخابور وميافارقين وآمد وماردين ودارا وأرزن وبدليس وأخلاط.[1][2] ثُمَّ توجَّه قسمٌ من الحملة إلى بلاد غلاطية دون أن ينجح في فتحها، في حين أرسل عياض عُثمان بن أبي العاص الثقفي على رأس القسم الآخر، فافتتح قسمًا إضافيًّا من أرمينية البيزنطيَّة وصالح الأرمن على الجزية، دينارٌ على كُلِّ بيت.[3][4] وفي سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م، توجهت حملةٌ أُخرى إلى مدينة باب الأبواب على رأس أربعة جيوش بقيادة سُراقة بن عمرو وتمكنت هذه الحملة من مصالحة أمير المدينة على الجزية.
الفتحُ الإسلاميُّ لِأَرْمِيْنَيِة | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الفُتوحاتُ الإسلاميَّة | |||||||
خريطة تُظهر مسار الحملات الإسلاميَّة في أقصى شمالي الشَّام والأناضول وأرمينية خلال العصر الراشدي. | |||||||
معلومات عامة | |||||||
| |||||||
المتحاربون | |||||||
أرمينية البيزنطيَّة
|
دولة الخلافة الراشدة
| ||||||
القادة | |||||||
هرقلوناس قُسطنطين الثاني |
عُمر بن الخطَّاب عُثمان بن عفَّان مُحمَّد بن مروان | ||||||
|
|||||||
تعديل مصدري - تعديل |
عاد المُسلمون لِفتح باقي أنحاء البلاد الأرمنيَّة خِلال خِلافة عُثمان بن عفَّان، فكتب الأخير إِلى مُعاوية بن أبي سُفيان، وهو عامله على الشَّام والجزيرة الفُراتيَّة وثغورها يأمره أن يُوجِّه حبيب بن مسلمة الفهري إِلَى أرمينية لِإتمام فتحها، وقيل إنَّ عُثمان كتب إلى حبيب مُباشرةً يأمره بغزو أرمينية، فنهض إليها في ستة آلاف وقيل في ثمانية آلاف من أهل الشَّام والجزيرة الفُراتيَّة، فحاصر مدينة قاليقلا لِيُصالحه بعض أهلها على الجزية، فيما فضَّل آخرون الجلاء عنها، فلحقوا بِبلاد الرُّوم، ثُمَّ سيَّر مُعاوية ألفيّ رجل أسكنهم قاليقلا وأقطعهم بها القطائع وجعلهم مُرابطين بها.[5] حشد البيزنطيُّون جيشًا كبيرًا لِمُواجهة حبيب بن مسلمة، فمدَّهُ الخليفة بِستَّة آلاف مُقاتل، وقيل اثني عشر ألفًا، خرجوا من الكوفة بِقيادة سلمان بن ربيعة الباهلي، فهزم الروم على نهر الفُرات. ثُمَّ زحف حبيب داخل أرمينية فافتتح مُدن دُبيل والنشوى وجرزان وتفليس. ثُمَّ توقَّفت الفُتُوحات شرقًا وغربًا بسبب اضطراب الأحوال الداخليَّة في بلاد المُسلمين نهاية خِلافة عُثمان بن عفَّان.[4][6]
انتفضت أرمينية على الحُكم الإسلامي خِلال فتنة عبد الله بن الزُبير، ولمَّا استَتبَّ الأمر لِبني أُميَّة وتوحَّد المُسلمون مُجددًا سنة 73هـ المُوافقة لِسنة 692م، ولَّى عبد الملك بن مروان أخاه مُحمَّدًا على الجزيرة الفُراتيَّة وأرمينية، فغزا منها وغلب على البلاد وأعادها لِلطاعة. وبعد مُحمَّد بن مروان آل الأمر إلى مسلمة بن عبد الملك الذي افتتح بلادًا في أقاصي القفقاس واحتكَّ بالتُرك والخزر، وحقق انتصاراتٍ باهرةٍ عليهم، وسالم مُلُوك جبال تلك الأنحاء. ولمَّا تولَّى مروان بن مُحمَّد شؤون أرمينية، وطَّد الأمن والاستقرار فيها، وفرض هيبة الدولة في نُفُوس الناس، وهزم الخزر والتُرك مرارًا وافتتح حُصُونًا وبلادًًا جديدة، فنعمت أرمينية بِالسلام والاستقرار، وانصرف المُسلمون إلى تعميرها.
اتسمت حياة الأرمن قبل الفتح الإسلامي بِعدم الاستقرار، إذ عاشوا قبل الإسلام في صراعاتٍ ومعارك مُستمرَّة وتمزُّق وضياع، فكان الأُمراء الأرمن يتقاتلون مع بعضهم البعض ومع رجال الدين، وكان هُناك نزاعاتٌ دائمة بين هؤلاء وأولئك وبين فئات الشعب الفقيرة، فوقعت البلاد الأرمنيَّة في أيدي الفُرس الساسانيين والروم البيزنطيين، وتقاسمتها تلك القوتان الإقليميتان وشطرتها إلى قسمين: فارسي وبيزنطي، وتميَّزت أرمينية البيزنطيَّة تحديدًا بِالثورات السياسيَّة والدينيَّة نظرًا لِرفض الأرمن اليعاقبة المونوفيزيين اعتناق مذهب الإمبراطوريَّة الخلقيدوني، لِذلك وجدوا في الإسلام ملاذًا يلجأون إليه لِلحفاظ على هويتهم الدينيَّة والقوميَّة في وجه الروم. وفي الحقيقة فإنَّ عددًا كبيرًا من الأرمن، خاصَّةُ الأشراف والحُكَّام، لم يندمجوا في الدولة الإسلاميَّة، ولم يرضوا بِطاعة المُسلمين، وذلك على الرُغم من تحرُّرهم من سيطرة البيزنطيين واعتراف الخِلافة بِحقهم في اعتناق المذهب المسيحي الذي يرغبون به دون أي اضطهاد، وبالتالي فقد نقضوا الطاعة مرارًا، مُحاولين الاحتفاظ بِهويَّتهم وشخصيَّتهم القوميَّة المُميزة، عن طريق التمسُّك بِلُغتهم وكنيستهم الوطنيَّة،[7] فبقي القسم الأعظم من الأرمن على المسيحيَّة ولم يستعربوا. ورُغم تناقض الموقف الأرمني، فقد منحهم المُسلمون استقلالًا محدودًا وذلك لإدراك الخِلافة لِأهميَّة الموقع الاستراتيجي لِأرمينية، الضروري لِحماية أمن الدولة الإسلاميَّة وحُدُودها، فشكَّل الأرمن حاجزًا بين ديار الإسلام وبين شُعُوب ما وراء القفقاس الذين زحفوا - بِإيعازٍ من الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة في كثيرٍ من الأحيان - ناحية بلاد المُسلمين بِهدف إضعاف القُوَّة العسكريَّة الإسلاميَّة.[7]