حد شمال-جنوب
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يستخدم مفهوم الشمال العالمي والجنوب العالمي (أو تقسيم الشمال والجنوب في سياق عالمي) لوصف مجموعة من البلدان على أساس الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يستخدم مصطلح الجنوب العالمي غالبًا لتحديد البلدان ذات الدخل المنخفض على جانب ما يسمى خط التقسيم، وتدعى البلدان في الجانب الآخر بلدان الشمال العالمي (تكون غالبًا مكافئة للبلدان المتقدمة). على هذا الأساس، لا يشير المصطلح بطبيعته إلى جنوب جغرافي؛ إذ يقع معظم الجنوب العالمي جغرافيًا في نصف الكرة الشمالي.[1]
قدم المصطلح كما تستخدمه المنظمات الحكومية والتنموية أول مرة كبديل أكثر انفتاحًا ومجرد من القيم لـ«العالم الثالث»، وبالمثل لـ«تحسين» المصطلحات مثل البلدان النامية. وُصفت بلدان الجنوب العالمي بأنها حديثة التصنيع أو في طور التصنيع، ولديها غالبًا تاريخ من الاستعمار.
يرتبط الشمال العالمي بالعالم الغربي -باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان- في حين يتوافق الجنوب إلى حد كبير مع البلدان النامية (التي كانت تسمى سابقًا «العالم الثالث») والعالم الشرقي.[2] تعرف المجموعتين غالبًا عن طريق المستويات المختلفة للثروة، والتنمية الاقتصادية، وعدم المساواة في الدخل، والديمقراطية، والحرية السياسية والاقتصادية، على النحو المحدد في مؤشرات الحرية. تميل الدول التي تعتبر عمومًا جزءًا من الشمال العالمي إلى أن تكون أكثر ثراءً وأقل تفاوتًا؛ وهي دول متقدمة، وأكثر ديمقراطية بطبيعتها، وتصدر منتجات مصنعة متطورة تقنيًا. في حين تعد الدول الجنوبية عمومًا دول نامية فقيرة ذات ديمقراطيات أكثر حداثة وهشاشة وتعتمد كثيرًا على صادرات القطاع الأولي، وغالبًا ما تشترك في تاريخ من استعمار الدول الشمالية السابق لها.[3] ولكن، غالبًا ما يواجه تقسيم الشمال والجنوب تحديًا.[4]
من الناحية الاقتصادية، سيطر الشمال -الذي يضم ربع سكان العالم- منذ أوائل القرن الحادي والعشرين على أربعة أخماس الدخل المكتسب في أي مكان في العالم. تعد 90% من الصناعات التحويلية مملوكة للشمال وتقع فيه. وبالعكس، يتمتع الجنوب -الذي يضم ثلاثة أرباع سكان العالم- بإمكانية الوصول إلى خُمس الدخل العالمي. عندما تصبح الدول متطورة اقتصاديًا، فقد تصبح جزءًا من تعريفات «الشمال»، بغض النظر عن موقعها الجغرافي؛ وبالمثل، تعتبر أي دولة غير مؤهلة لتكون «متقدمة» في الواقع جزءًا من «الجنوب».[4]